سؤال اليوم الإثنين 27 دجنبر 2010

 من المسلم به ارتباط تاريخ الشجرة بتاريخ حوض البحر المتوسط وأنه يشكل جزءاً هاماً من حضارة وثقافة شعوب هذه المنطقة . ولقد قدست الديانات السماوية والحضارات الإنسانية تلك الشجرة ، كما خلدها الشعراء والفنانون في أعمالهم. تعتبر الشواطئ المتوسطية لسوريا و فلسطين موطناً أصلياً ومهداً لنشأة الشجرة  و منها انتشرت إلى بقية بلدان العالم. من المؤكد أن الشجرة  وجدت منذ العصر الحجري أي قبل أكثر من /12/ ألف عام و أصبح جلياً كذلك أنه في الألف الثالث قبل الميلاد كانت في كل من سوريا وفلسطين مزارع للشجرة مستثمرة. كما اكتشفت أغصان و بذورها  في آثار إيبلا في إدلب تعود لأكثر من 2500 عام قبل الميلاد ، كما وجدت في قبور الفراعنة بمصر وتعود لأكثر من 1500 عام فبل الميلاد وهنالك دلائل أكيدة أيضاً على وجودها في تلك الفترة في الواحات الليبية و على ضفاف بحر إيجة في تركيا و اليونان. ويسجل التاريخ أن الفينيقيين نشروا هذه الزراعة ابتداءً من القرن السادس عشر قبل الميلاد إلى الجزر اليونانية و استمر بعد ذلك حتى بلغت أهمية كبرى في عهد (صولون) في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. واعتباراً من القرن الحادي عشر قبل الميلاد ،أي في عام 1030 دخلت الشجرة إلى أسبانيا، ولأول مرة بواسطة الفينيقيين سادة البحر آنذاك, و انتقلت زراعتها  في القرن السادس قبل الميلاد إلى شواطئ متوسطية عديدة عبر الشواطئ الليبية و التونسية و ساهم الرومان في نشرها في حوض المتوسط و اعتبروها سلاحاً في أيديهم كعامل استقرار للسكان, أما العرب المسلمون فقد كان لهم دوراً هاماً في نشر و تطوير هذه الزراعة حيث نقلوا أصنافاً عديدة من الشجرة إلى ضفاف المتوسط الأوربية و خاصةً إلى أسبانيا ...

قال تعالى في القرأن الكريم : ( وشجرة تخرج من طور سيناء ) ...  ما الشجرة المقصودة  ؟