* حاوره : محمد وافي
في ظل التحولات العالمية المتسارعة وما ينتج عنها من تأثيرات اقتصادية وسياسية و اجتماعية و كذا فنية، ارتأت جمعية أكادير للفن التشكيلي تنظيم مهرجان " ربيع سوس التشكيلي " في دورتها العاشرة، الشهر الماضي، لتزيح اللثام عن الكآبة المرسومة على الوجوه، تسبر أغوار القلوب المنفتحة و المتعطشة للأعمال الفنية الجليلة التي بواسطتها يمكن أن نعبر عن ذواتنا وما يخالجنا. لتشارك جميعا لحظة من لحظات المتعة الفنية التي سرقت منا في زحمة الحياة.
وبهذه المناسبة جريدة أصداء الجهة حاورت السيد البشير شعشاعي مدير المهرجان ورئيس جمعية أكادير للفنون التشكيلية وفيما يلي نص الحوار :
س: باعتباركم رئيس الجمعية ، ماذا عن فكرة تنظيم هذا المهرجان ؟
ج : فسعيا وراء خلق انفتاح متميز وخلاق بين التشكيليين المغاربة من جهة ، وبين التشكيليين المغاربة والأجانب من جهة ثانية، وبين التشكيليين والجمهور من جهة أخرى ، ورغبة في المساهمة في الأنشطة والبرامج الثقافية والفنية التي تقيمها فعاليات المجتمع المدني بالإقليم ، سطرت جمعية أكادير للفنون التشكيلية منذ 15 سنة تقليدا سنويا يطلق عليه "ربيع سوس التشكيلي" و نحن بصدد الدورة العاشرة منه ، وبعد نجاح الدورة التاسعة في السنة الماضية.
كما نعلم فالجمعية تأسست سنة 1994 ، وبمناسبة مرور 15 سنة على ذلك ارتأت تنظيم النسخة 10 من المهرجان ، كان بإمكاننا الوصول اليوم للدورة 15 لكن لظروف مادية على الأساس تم حجب المهرجان لفترات متقاطعة لغياب المنح القارة سنويا للدأب على تنظيمه كتقليد سنوي .
الدورة الأخيرة اتخذنا كشعار : 15 سنة في خدمة الفن التشكيلي والمجتمع المغربي، بهدف مراجعة الذات وتقييم حصيلتنا في نطاق خلق جيل جديد قادر على حمل مشعل الأمل ، نفتخر حين نرى أن الشباب المشارك اليوم من صلب الجمعية كالفنان خالد الداودي بعد أن عرضوا أعمالهم الفنية بجانب أكبر الفنانين المرموقين في المعرض التشكيلي الذي عرف مشاركة كل من التشكيلي عبد الرحمن رحول - أحمد جريد - أحلام لمسفر -و 14 تشكيليا أجانب وآخرون محليين من جهة سوس ماسة درعة .
س: يتساءل الرأي العام عن الحصيلة وتقييمكم للمهرجان ؟
ج: قبل ذلك أشير إلى أن المهرجان ارتأى إلى أن يضم 15 فنانا في المسابقة الرسمية ، نسبة إلى 15 سنة على تأسيس الجمعية ،و عرفت مشاركة 22 مشارك ومشاركة من الشباب في المعرض ، و130 طفل وطفلة وطلبة جامعيين في ورشات تشكيلية ، ساهم في تنشيطها فنانين مرموقين من المغرب ومن خارجه أمثال الفنان المغربي بختي والأجنبية "مويا بياتريس" ،وخمسة فنانين محليين من أكادير والنواحي ترعرعوا داخل الجمعية لسنوات ، فهذا يكفي لاعتبار التظاهرة دولية على جميع النواحي ، حيث استقبلنا أزيد من 150 فنانا تشكيليا منذ الدورة الأولى .
أتذكر أن الدورة الأولى من المهرجان الدولي للفن التشكيلي بأكادير خصصناها لتكريم واحدة من الأوجه الفنية المرموقة على الصعيد الوطني يتعلق الأمر بالمرحومة الفنانة الشعيبية طلال ، ثم الفنان عبد الإله بناني ، فمحمد نبيلي الذي يشغل حاليا الكاتب العام لنقابة الفنانين التشكيليين المغاربة ، وأسماء أخرى الحسين طلال ، عبد الكريم الأزهر كلها أسماء طبعت المسيرة الفنية للمهرجان منذ سنواته الأولى .
هذا دون أن أنسى جانب مهم ألا وهو الحضور المميز لثلة من النقاد التشكيليين كالمهدي مذكور الكاتب والناقد الغني عن التعريف من الرباط ونجيب بختي والسيد " ألترنج " من اسبانيا وعبد الله الشيخ من الدار البيضاء وآخرون .
س: ماذا عن جديد الدورة عن سابقتها ؟
ج: نظرا للقناعة الراسخة لدى جمعيتنا بأهمية رعاية الشباب الموهوبين المبدعين ، ودور مؤسسات الدولة والمجالس المنتخبة ، والنسيج الجمعوي في توفير فرص الإبداع الفني والتألق للشباب ، بشكلٍ يضمن له الاندماج – المساهمة – الاحتكاك - والتباري ، خصصت الجمعية ومنذ الدورة الماضية جائزة أكادير للفنون التشكيلية. بهدف التحفيز والتشجيع والتعريف بفنانينا المغاربة.
أما جانب المشاركة فحددت فيما بين 18 و 32 سنة ، وبغض النظر عن الفائز بالدورة خالد الداودي ، فهذا النجاح تحقق بفعل مجهودات الأساتذة التشكيليين الذين لم يبخلوا على توعية الشباب و تبادل التجارب لتعميم الاستفادة .
الدورة كذلك امتداد وتصور لما سبق حيث دائما ما نركز على الناشئة التي تمثل مستقبل هذا الفن بالمنطقة، فالطفل محور كل أهداف تنمية هذا الفن.
هذه الدورة تميزت كذلك بمشاركة وازنة من فنانين ذو صيت محلي وعالمي ، حضي 10 منهم بالتكريم تفعيلا لأهداف المهرجان ، ثم توقيع عدد من الكتب ككتاب واقع التشكيل بالمغرب .
س: ما الذي تود أن تختم به هذا الحوار الشيق ؟
ج: أولا أود أن أشكر جريدة ' أصداء الجهة ' على هذه الالتفاتة الطيبة ،لن أبالغ إذا قلت بأن فنانين مرموقين بأعمالهم و تضحياتهم شاركونا في هذه التظاهرة بنكران الذات. غايتهم في ذلك إيصال و تلقين إبداعاتهم لذوي الإحساس المرهف، ولجيل كامل من الناشئة رضع من الفن التشكيلي و مدارسه المتعددة على أمل أن يرسم لنفسه توجها يؤمن به ويشعره بتواجده ضمن الآخرين. ومن جهة أخرى فالمحاضرة التي نظمناها بعنوان التشكيل و الإعلام لم تكن بمحض الصدفة ، فالفن التشكيلي بالمنطقة متقوقع في ذاته لغياب إعلام يثير قضايا هذا الفن بالمنطقة خصوصا مع كامل الأسف ، فالإعلام السمعي البصري يأتي لتصوير المعرض فقط ، وأقول أن المعرض ليس إلا فقرة من فقرات المهرجان ، فنحن بصدد مهرجان دولي حافل بالأنشطة والندوات والمعارض و ورشات في الرسم …
ومن جملة المشاكل ما أحسسنا به مؤخرا حول مجموعة من الفنانين التشكيليين المحليين يريدون طمس هوية المهرجان ، أوجه رسالة من منبركم هذا إلى أن المهرجان سيستمر رغم العوائق وضعف الدعم ، فالمهرجان و جمعية أكادير للفن التشكيلي في خدمة الجميع ، ولا نود بأي وجه من الأوجه استغلال المهرجان لأغراض شخصية كما يعتقد البعض .
كما تجدر الإشارة إلى أن تتويجا ل15 سنة من الفعل الجمعوي الجاد تقترح الجمعية طباعة وإصدار 1000 نسخة من كتاب "كتالوك" من فئة 150ص حجم 19X21 سم بالألوان ، يظم صور منجزات الجمعية وضيوفها ومشاركيها خلال 15 سنة من العمل الجاد. وستخصص حيزا للمساهمين والمتعاونين من المؤسسات الداعمة لهدا المشروع التربوي الثقافي الاجتماعي بهدف التعريف بفناني المنطقة وخاصة الشباب منهم وتحفيزهم على المشاركة في الملتقيات الهامة.
هدفنا إذا، مشاركة الآخرين من داخل الوطن و خارجه أفكارنا و رؤانا لرسم لوحة هادفة، غايتها نشر المحبة و السلام بين الشعوب
في ظل التحولات العالمية المتسارعة وما ينتج عنها من تأثيرات اقتصادية وسياسية و اجتماعية و كذا فنية، ارتأت جمعية أكادير للفن التشكيلي تنظيم مهرجان " ربيع سوس التشكيلي " في دورتها العاشرة، الشهر الماضي، لتزيح اللثام عن الكآبة المرسومة على الوجوه، تسبر أغوار القلوب المنفتحة و المتعطشة للأعمال الفنية الجليلة التي بواسطتها يمكن أن نعبر عن ذواتنا وما يخالجنا. لتشارك جميعا لحظة من لحظات المتعة الفنية التي سرقت منا في زحمة الحياة.
وبهذه المناسبة جريدة أصداء الجهة حاورت السيد البشير شعشاعي مدير المهرجان ورئيس جمعية أكادير للفنون التشكيلية وفيما يلي نص الحوار :
س: باعتباركم رئيس الجمعية ، ماذا عن فكرة تنظيم هذا المهرجان ؟
ج : فسعيا وراء خلق انفتاح متميز وخلاق بين التشكيليين المغاربة من جهة ، وبين التشكيليين المغاربة والأجانب من جهة ثانية، وبين التشكيليين والجمهور من جهة أخرى ، ورغبة في المساهمة في الأنشطة والبرامج الثقافية والفنية التي تقيمها فعاليات المجتمع المدني بالإقليم ، سطرت جمعية أكادير للفنون التشكيلية منذ 15 سنة تقليدا سنويا يطلق عليه "ربيع سوس التشكيلي" و نحن بصدد الدورة العاشرة منه ، وبعد نجاح الدورة التاسعة في السنة الماضية.
كما نعلم فالجمعية تأسست سنة 1994 ، وبمناسبة مرور 15 سنة على ذلك ارتأت تنظيم النسخة 10 من المهرجان ، كان بإمكاننا الوصول اليوم للدورة 15 لكن لظروف مادية على الأساس تم حجب المهرجان لفترات متقاطعة لغياب المنح القارة سنويا للدأب على تنظيمه كتقليد سنوي .
الدورة الأخيرة اتخذنا كشعار : 15 سنة في خدمة الفن التشكيلي والمجتمع المغربي، بهدف مراجعة الذات وتقييم حصيلتنا في نطاق خلق جيل جديد قادر على حمل مشعل الأمل ، نفتخر حين نرى أن الشباب المشارك اليوم من صلب الجمعية كالفنان خالد الداودي بعد أن عرضوا أعمالهم الفنية بجانب أكبر الفنانين المرموقين في المعرض التشكيلي الذي عرف مشاركة كل من التشكيلي عبد الرحمن رحول - أحمد جريد - أحلام لمسفر -و 14 تشكيليا أجانب وآخرون محليين من جهة سوس ماسة درعة .
س: يتساءل الرأي العام عن الحصيلة وتقييمكم للمهرجان ؟
ج: قبل ذلك أشير إلى أن المهرجان ارتأى إلى أن يضم 15 فنانا في المسابقة الرسمية ، نسبة إلى 15 سنة على تأسيس الجمعية ،و عرفت مشاركة 22 مشارك ومشاركة من الشباب في المعرض ، و130 طفل وطفلة وطلبة جامعيين في ورشات تشكيلية ، ساهم في تنشيطها فنانين مرموقين من المغرب ومن خارجه أمثال الفنان المغربي بختي والأجنبية "مويا بياتريس" ،وخمسة فنانين محليين من أكادير والنواحي ترعرعوا داخل الجمعية لسنوات ، فهذا يكفي لاعتبار التظاهرة دولية على جميع النواحي ، حيث استقبلنا أزيد من 150 فنانا تشكيليا منذ الدورة الأولى .
أتذكر أن الدورة الأولى من المهرجان الدولي للفن التشكيلي بأكادير خصصناها لتكريم واحدة من الأوجه الفنية المرموقة على الصعيد الوطني يتعلق الأمر بالمرحومة الفنانة الشعيبية طلال ، ثم الفنان عبد الإله بناني ، فمحمد نبيلي الذي يشغل حاليا الكاتب العام لنقابة الفنانين التشكيليين المغاربة ، وأسماء أخرى الحسين طلال ، عبد الكريم الأزهر كلها أسماء طبعت المسيرة الفنية للمهرجان منذ سنواته الأولى .
هذا دون أن أنسى جانب مهم ألا وهو الحضور المميز لثلة من النقاد التشكيليين كالمهدي مذكور الكاتب والناقد الغني عن التعريف من الرباط ونجيب بختي والسيد " ألترنج " من اسبانيا وعبد الله الشيخ من الدار البيضاء وآخرون .
س: ماذا عن جديد الدورة عن سابقتها ؟
ج: نظرا للقناعة الراسخة لدى جمعيتنا بأهمية رعاية الشباب الموهوبين المبدعين ، ودور مؤسسات الدولة والمجالس المنتخبة ، والنسيج الجمعوي في توفير فرص الإبداع الفني والتألق للشباب ، بشكلٍ يضمن له الاندماج – المساهمة – الاحتكاك - والتباري ، خصصت الجمعية ومنذ الدورة الماضية جائزة أكادير للفنون التشكيلية. بهدف التحفيز والتشجيع والتعريف بفنانينا المغاربة.
أما جانب المشاركة فحددت فيما بين 18 و 32 سنة ، وبغض النظر عن الفائز بالدورة خالد الداودي ، فهذا النجاح تحقق بفعل مجهودات الأساتذة التشكيليين الذين لم يبخلوا على توعية الشباب و تبادل التجارب لتعميم الاستفادة .
الدورة كذلك امتداد وتصور لما سبق حيث دائما ما نركز على الناشئة التي تمثل مستقبل هذا الفن بالمنطقة، فالطفل محور كل أهداف تنمية هذا الفن.
هذه الدورة تميزت كذلك بمشاركة وازنة من فنانين ذو صيت محلي وعالمي ، حضي 10 منهم بالتكريم تفعيلا لأهداف المهرجان ، ثم توقيع عدد من الكتب ككتاب واقع التشكيل بالمغرب .
س: ما الذي تود أن تختم به هذا الحوار الشيق ؟
ج: أولا أود أن أشكر جريدة ' أصداء الجهة ' على هذه الالتفاتة الطيبة ،لن أبالغ إذا قلت بأن فنانين مرموقين بأعمالهم و تضحياتهم شاركونا في هذه التظاهرة بنكران الذات. غايتهم في ذلك إيصال و تلقين إبداعاتهم لذوي الإحساس المرهف، ولجيل كامل من الناشئة رضع من الفن التشكيلي و مدارسه المتعددة على أمل أن يرسم لنفسه توجها يؤمن به ويشعره بتواجده ضمن الآخرين. ومن جهة أخرى فالمحاضرة التي نظمناها بعنوان التشكيل و الإعلام لم تكن بمحض الصدفة ، فالفن التشكيلي بالمنطقة متقوقع في ذاته لغياب إعلام يثير قضايا هذا الفن بالمنطقة خصوصا مع كامل الأسف ، فالإعلام السمعي البصري يأتي لتصوير المعرض فقط ، وأقول أن المعرض ليس إلا فقرة من فقرات المهرجان ، فنحن بصدد مهرجان دولي حافل بالأنشطة والندوات والمعارض و ورشات في الرسم …
ومن جملة المشاكل ما أحسسنا به مؤخرا حول مجموعة من الفنانين التشكيليين المحليين يريدون طمس هوية المهرجان ، أوجه رسالة من منبركم هذا إلى أن المهرجان سيستمر رغم العوائق وضعف الدعم ، فالمهرجان و جمعية أكادير للفن التشكيلي في خدمة الجميع ، ولا نود بأي وجه من الأوجه استغلال المهرجان لأغراض شخصية كما يعتقد البعض .
كما تجدر الإشارة إلى أن تتويجا ل15 سنة من الفعل الجمعوي الجاد تقترح الجمعية طباعة وإصدار 1000 نسخة من كتاب "كتالوك" من فئة 150ص حجم 19X21 سم بالألوان ، يظم صور منجزات الجمعية وضيوفها ومشاركيها خلال 15 سنة من العمل الجاد. وستخصص حيزا للمساهمين والمتعاونين من المؤسسات الداعمة لهدا المشروع التربوي الثقافي الاجتماعي بهدف التعريف بفناني المنطقة وخاصة الشباب منهم وتحفيزهم على المشاركة في الملتقيات الهامة.
هدفنا إذا، مشاركة الآخرين من داخل الوطن و خارجه أفكارنا و رؤانا لرسم لوحة هادفة، غايتها نشر المحبة و السلام بين الشعوب
1 التعليقات
k
إرسال تعليق
لا تقرأ ثم ترحل ، ردودكم تهمنا ، وتشجيعاتكم أملنا للإستمرار في العطاء .. ولذا أقترح لمشاركتكم في إبداء الرأي يرجى كتابة النص مرفوقا بالإسم إذا كان ممكنا ، ثم الضغط على الزر " مجهول " أسفله لإتمام عملية إدراج تعليقكم في الخانة الخاصة بذلك في الحين ، ولكم مني جزيل الشكر .