* حسن البصري : مباشرة بعد انتخاب محمد جودار رئيسا لعصبة الدار البيضاء الكبرى، دعي مصلح مفاتيح على عجل للإلتحاق بمقر العصبة، كان محملا بعتاد قادر على تحطيم أقفال عهد إصلاح واستبدالها بأقفال جودار.. قبل منتصف ليلة الجمع العام كانت أبواب ودواليب أم العصب قد تغيرت إيذانا بعهد جديد يراهن على القطيعة مع الماضي.
في اليوم الموالي منع بعض الموظفين من الإقتراب من البناية التي خرجت للتو من انقلاب أبيض، رغم أن الرئيس السابق لجأ إلى الجامعة ولوح باعتراض تقني ضد الرئيس الجديد.
في غياب ثقافة التناوب وحضور الهاجس الإنقلابي لدى كثير من المسؤولين، فإن نقل السلطات من رئيس إلى آخر، نادرا ما يتم بشكل سلس وسط أجواء احتفالية، إذ بمجرد الإعلان عن انتخاب مسؤول جديد حتى يلجأ لهاتفه بحثا عن صانع مفاتيح لدعوته لتغيير الأقفال معلنا عن نهاية عهد وانبلاج صبح جديد.
الرؤساء ليسوا أغبياء، فهم يعرفون أن الحق في ولوج المؤسسات التي ظلوا يحكمونها سيصادر فور مغادرة كرسي المسؤولية، وأن علامات قف ستنتصب في طريقهم كلما اقتربوا من مكاتبهم، لهذا يحولون الصناديق الخلفية لسياراتهم إلى دواليب متنقلة ويكدسون فيها كل الوثائق العلنية والسرية تحسبا ليوم لا تنفع فيه أقفال.
حين انتخب عبد السلام حنات رئيسا للرجاء خلفا لعبد الله غلام سارع في ساعة مبكرة من صباح اليوم الموالي للجمع إلى مقر النادي بالوازيس، هناك إلتقى بمدير الفريق وتفحص الملفات الثقيلة قبل أن يحولها إلى عهدة في يد الإدارة. كل الرؤساء الذين انتخبتهم صناديق الإقتراع أو شيعتهم التصفيقات يفكرون بمنطق الأقفال، من جودار إلى الفهري، فهذا الأخير لم يكتف باستبدال الأقفال في اليوم الموالي لتعيينه رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بل غير الموظفين بحجة وجود عقليات صدئة.
ولأن أغلب الجموع العامة تمنح الرؤساء صلاحية تعيين أعضاء المكاتب المسيرة، فإن هذا الإمتياز يمكن الرؤساء من هامش كبير في حرية التصرف، يبرمون الصفقات بشكل انفرادي دون اعتراض إلا من زوجة تحتج على اقتحام ضرة جديدة لمنزلها إسمها الكرة. ليس الرؤساء هم الذين يرفضون التناوب وتغيير المواقع، بل إن المدربين غالبا ما يرفضون المساهمة في الإنتقال السلس، حين غادر هنري ميشيل الرجاء البيضاوي لم يترك تقريرا تقنيا يساعد المدرب فاخر على معرفة تفاصيل الفريق، ولم يجرِؤ أحد من المسيرين على تنظيم لقاء بين المدرب السابق واللاحق كي لا تتحول جلسة تسليم المهام إلى جلسة استنطاق قد تنتهي بتبادل الضرب من تحت الحزام.
عندما غادر كارزيطو الوداد أطلق النار على المدرب الحالي فخر الدين وحوله إلى شخص مدان بتهمة التواطؤ، مما استحال معه الجلوس حول طاولة الحوار، وقبل أن يغادر دييغو الوداد رمى في ساحة المعركة قنبلة عنقودية وركب الطائرة صوب فرنسا مخلفا وراءه شظايا انفجار إرهابي بعد أن اتهم الوداد بشراء وإيجار بعض المباريات. عندما استقال مدرب الوداد السابق دوس سانطوس من مهامه، هرول المدير التقني الحالي رفائيل صوب مركب محمد بنجلون فغير أقفال مكتب المدرب البرازيلي ووضع عليه يافطة بإسمه معلنا احتلاله المكان.
وقرر أحد فرق القسم الأول تنظيم حفل لتبادل السلط التقنية بين مدربين الأول مغربي والقادم أجنبي، لم تكن قاعة الحفل مملوءة لأن كثيرا من الزملاء تعاملوا مع الدعوة على أنها مجرد كاميرا خفية، أبعد إلى التحقيق على أرض الواقع، حاول رئيس الفريق البحث عن كلمات من قاموس المجاملة، وقبل أن يغادر المدرب المقال فضاء الحفل طالبه موظف بالنادي بمفاتيح السيارة والهاتف النقال وبطاقة الطريق السيار، ليكتشف أن الحفل مجرد خدعة لنزع ما تبقى من ممتلكات.
قبل انعقاد الجموع العامة يشكل المكتب المسير لجنة للبث في الترشيحات، تنتهي صلاحيتها عند بداية الجمع العام، لكن لا أحد يفكر في فترة الفراغ التي تعقب عادة الجموع العامة، لأن الهاجس الأكبر هو تغيير الأقفال بدل تغيير العقليات الصدئة. في ظل هذا الوضع يمكن أن نستيقظ يوما على طلب رئيس نادي أو عصبة لحق اللجوء الرياضي لنادي آخر أو عصبة جهوية أخرى، خوفا من مداهمات محتملة قد تهدد حياته، لذا على الجامعة الملكية المغربية أن تتدخل لإنهاء هذا الخلل التنظيمي وتأمين استمرارية المؤسسات ووضع حد لهذا العبث الذي يجعل من المفاتيح الجديدة استراتيجية جديدة لحكامة الأقفال.
في غياب ثقافة التناوب وحضور الهاجس الإنقلابي لدى كثير من المسؤولين، فإن نقل السلطات من رئيس إلى آخر، نادرا ما يتم بشكل سلس وسط أجواء احتفالية، إذ بمجرد الإعلان عن انتخاب مسؤول جديد حتى يلجأ لهاتفه بحثا عن صانع مفاتيح لدعوته لتغيير الأقفال معلنا عن نهاية عهد وانبلاج صبح جديد.
الرؤساء ليسوا أغبياء، فهم يعرفون أن الحق في ولوج المؤسسات التي ظلوا يحكمونها سيصادر فور مغادرة كرسي المسؤولية، وأن علامات قف ستنتصب في طريقهم كلما اقتربوا من مكاتبهم، لهذا يحولون الصناديق الخلفية لسياراتهم إلى دواليب متنقلة ويكدسون فيها كل الوثائق العلنية والسرية تحسبا ليوم لا تنفع فيه أقفال.
حين انتخب عبد السلام حنات رئيسا للرجاء خلفا لعبد الله غلام سارع في ساعة مبكرة من صباح اليوم الموالي للجمع إلى مقر النادي بالوازيس، هناك إلتقى بمدير الفريق وتفحص الملفات الثقيلة قبل أن يحولها إلى عهدة في يد الإدارة. كل الرؤساء الذين انتخبتهم صناديق الإقتراع أو شيعتهم التصفيقات يفكرون بمنطق الأقفال، من جودار إلى الفهري، فهذا الأخير لم يكتف باستبدال الأقفال في اليوم الموالي لتعيينه رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بل غير الموظفين بحجة وجود عقليات صدئة.
ولأن أغلب الجموع العامة تمنح الرؤساء صلاحية تعيين أعضاء المكاتب المسيرة، فإن هذا الإمتياز يمكن الرؤساء من هامش كبير في حرية التصرف، يبرمون الصفقات بشكل انفرادي دون اعتراض إلا من زوجة تحتج على اقتحام ضرة جديدة لمنزلها إسمها الكرة. ليس الرؤساء هم الذين يرفضون التناوب وتغيير المواقع، بل إن المدربين غالبا ما يرفضون المساهمة في الإنتقال السلس، حين غادر هنري ميشيل الرجاء البيضاوي لم يترك تقريرا تقنيا يساعد المدرب فاخر على معرفة تفاصيل الفريق، ولم يجرِؤ أحد من المسيرين على تنظيم لقاء بين المدرب السابق واللاحق كي لا تتحول جلسة تسليم المهام إلى جلسة استنطاق قد تنتهي بتبادل الضرب من تحت الحزام.
عندما غادر كارزيطو الوداد أطلق النار على المدرب الحالي فخر الدين وحوله إلى شخص مدان بتهمة التواطؤ، مما استحال معه الجلوس حول طاولة الحوار، وقبل أن يغادر دييغو الوداد رمى في ساحة المعركة قنبلة عنقودية وركب الطائرة صوب فرنسا مخلفا وراءه شظايا انفجار إرهابي بعد أن اتهم الوداد بشراء وإيجار بعض المباريات. عندما استقال مدرب الوداد السابق دوس سانطوس من مهامه، هرول المدير التقني الحالي رفائيل صوب مركب محمد بنجلون فغير أقفال مكتب المدرب البرازيلي ووضع عليه يافطة بإسمه معلنا احتلاله المكان.
وقرر أحد فرق القسم الأول تنظيم حفل لتبادل السلط التقنية بين مدربين الأول مغربي والقادم أجنبي، لم تكن قاعة الحفل مملوءة لأن كثيرا من الزملاء تعاملوا مع الدعوة على أنها مجرد كاميرا خفية، أبعد إلى التحقيق على أرض الواقع، حاول رئيس الفريق البحث عن كلمات من قاموس المجاملة، وقبل أن يغادر المدرب المقال فضاء الحفل طالبه موظف بالنادي بمفاتيح السيارة والهاتف النقال وبطاقة الطريق السيار، ليكتشف أن الحفل مجرد خدعة لنزع ما تبقى من ممتلكات.
قبل انعقاد الجموع العامة يشكل المكتب المسير لجنة للبث في الترشيحات، تنتهي صلاحيتها عند بداية الجمع العام، لكن لا أحد يفكر في فترة الفراغ التي تعقب عادة الجموع العامة، لأن الهاجس الأكبر هو تغيير الأقفال بدل تغيير العقليات الصدئة. في ظل هذا الوضع يمكن أن نستيقظ يوما على طلب رئيس نادي أو عصبة لحق اللجوء الرياضي لنادي آخر أو عصبة جهوية أخرى، خوفا من مداهمات محتملة قد تهدد حياته، لذا على الجامعة الملكية المغربية أن تتدخل لإنهاء هذا الخلل التنظيمي وتأمين استمرارية المؤسسات ووضع حد لهذا العبث الذي يجعل من المفاتيح الجديدة استراتيجية جديدة لحكامة الأقفال.
0 التعليقات
إرسال تعليق
لا تقرأ ثم ترحل ، ردودكم تهمنا ، وتشجيعاتكم أملنا للإستمرار في العطاء .. ولذا أقترح لمشاركتكم في إبداء الرأي يرجى كتابة النص مرفوقا بالإسم إذا كان ممكنا ، ثم الضغط على الزر " مجهول " أسفله لإتمام عملية إدراج تعليقكم في الخانة الخاصة بذلك في الحين ، ولكم مني جزيل الشكر .